vendredi 8 février 2013


الفكر السياسي المغربي 

محمد بن الحسن الحجوي: الممارسة السياسية في علاقتها بالتنظير الفكري

(1874 - 1956)

-         أولا :الإشكالات التي يطرحها فكر الحجوي :

  هل كان الحجوي مفكرا سلفيا؟ إلي أي حد يمكن لدارس فكرالحجوي  أن يميز بين مكونات هذا الفكر، وبين المواقفه السياسية التي عبر عنها ؟ هل انطلق الحجوي  في ما قدمه، من آراء وتصورات، من الأسئلة التي عرفها المجتمع المغربي أم إنه استورد ما تبناه من خلال اطلاعه على مرجعيات أخرى؟

ثانيا:تتطلب الإجابة عن هذه الأشكالات المعرفة بسياقين هما

1.سياق عام:

- سياسيا: عايش أهم التحولات التي المغرب ( فترة الحماية وإكراهاتها)

- ثقافيا: تقاطب حاد بين ثقافتين؛ ثقافة تدرج نفسها ضمن الدفاع عن خصوصيات الأمة؛ وثقافة وافدة يمثلها الغرب الاستعماري  في صورتيه الفكرية والابتكارية ؛ لذلك لم يكن مستغربا، في ظل هذا التقاطب، إصدار فتاوى من قبيل:

-          تقييد في حظر تعاطي الفونوغراف والفوتوغراف؛

-         التأليف المبارك في حكم صابون الشرق وشمع البوجي وصندوق النار المجلوب من بلاد الكفار لعنهم الله وحكم خياطة أهل الذمة قبحهم الله.

2.سياق خاص : التكوين الثقافي والممارسة السياسية

-         جمع الحجوي بين التكوين الشرعي، والممارسة السياسية على نحو ما تبينه هذه الإشارات الآتية:

-         درّس سنتين بالقرويين؛

-          عمل في الديوان عملا إداريا، ثم اشتغل سفيرا للمغرب في الجزائر. وبعد فرض الحماية على المغرب تولى وظيفة مندوب المعارف (= وزارة التربية) لمدة تزيد على عشرين عاما. وفي عام 1939 صار رئيسا للمجلس الشرعي الاستئنافي الأعلى، ثم وزيرا للعدل.

-         مارس العمل التجاري الذي يسمح لصاحبه بتكوين خبرات في مجال التفاوض والتواصل اليومي؛

-         تميز بالعناية بالكتابة  والتدوين؛ وهذا ما سمح بالتوفر على آثار معرفية تمكن من تصنيف فكره والحكم عليه.

ثالثا:مؤلفاته

-         عرف الحجوي بغزارة تآليفه التي يقدرها البعض بأكثر من مائة  عنوان ، توزعت بين الرسالة والتسجيل لخبر ومؤلَّف كبير.  منها:

-         من تلك المؤلفات: «الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي»، و«التعاضُد المتين بين العقل والعلم والدين»، و«الرحلة الأوروبية»، و«إصلاح التعليم»، و«تعليم البنات».

-         الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي ...
-  مؤلفات في مجال الرحلة وهي: - حديث الأنس عن تونس - الرحلة الأندلسية الفيشية- الرحلة الحجازية المصرية- الرحلة الأوربية

رابعا: مواقفه وفكره الإصلاحي

المؤاخذات:  انتقاد عمله في ظل سلطات الحماية ، وبخاصة عندما عُزل السلطان محمد الخامس لصالح ابن عرفة، إبان اشتعال الحركة الوطنية المغربية.

-         اعتقد الحجوي بعد فرض الحماية على المغرب أن الأساليب التي جاءت بها الإقامة العامة مجسدة في ليوطي هي أداة قوية ستمكن المغرب من دخول طريق التغيير، وهذا الموقف يعبر عن انبهار ما لبث أن تحول إلى سراب؛ مما دفعه إلى انتقاد سلطات الحماية، ومطالبتها بتنفيذ ما التزمت به.

-         قد دافع على ضرورة العمل مع «سلطة الحماية» الفرنسية لثلاثة أسباب:

-         التعلّم والإفادة من التجربة المتقدمة في تعليم النفس وبناء الكوادر ووضْع التنظيمات؛

-         اتقاء الشرور والفِتَن؛

-         بناء المغرب الجديد في فسحة من الزمن تُمكّن من الاستغناء عن الفرنسيين، وعن غيرهم.

   مواقفه السياسية هذه جعلت الحكم عليه متباينا فمن العلماء من انتقده بشدة حيث وصف بالجهل والعمالة للاستعمار، لكن أحكاما أخرى وصفته بالعالم العارف. بينما أراد هو تقديم نفسه باعتباره مفكرا ومرشدا وفيلسوفا، وليس مجرد فقيه مجتهد .

-         تتحدث د. آسية بنعدادة عن الحجوي في كتابها ( الفكر الإصلاحي في عهد الحماية: محمد بن الحسن الحجوي نموذجا ) فتصفه بكون كان ( صلة وصل بين مؤسسة المخزن ومؤسسات الحماية ؛ لذلك فإن دراسة هذه الشخصية تظل ملحة ومفيدة؛ لأنها تمكن الباحث من استكشاف مقاربة، ومواقف من المخزن، ومن الحماية ،والمجتمع، مغايرة للمواقف التي يجدها في الخطابات الاستعمارية،أو في الخطابات الوطنية، فالأسلوب الذي اتخذه في مواقفه يتميز بالاعتدال، وبالنظرة إلى المستقبل في أمده البعيد)  ص 13.

خامسا:بعض القضايا التي تناولها الحجوي

-         أولا: اعتبار الإسلام دين نظام – الدين لاينافي  العقل والعلم ولايناهضهما- الدعوة إلى الاجتهاد ومواكبة العصر . يقول «إني ممن يحب الاعتدال في كل شيء، ولا سيما في الأحكام الشرعية التي لم نقف فيها على نص مَنْع أو جواز. ومعلوم أن الله لا يغفل ولا ينام ولا تأخذه سنة في سن الأحكام. فما ترك النص فيها إلا ليترك لنا باب الاجتهاد مفتوحا لنتطور فيه بتطور الأزمان، ونعمل بما يصلح الأمة ويبلغ بها مستوى الأُمم الراقية».

-         دعا إلى: "ضرورة تبني مبدأ النظام المتجدد في المجتمعات..." وحول هذه المسالة نراه يقول "نعم كل نظام قابل للتغيير بحسب تطور الأزمان والعوائد والمألوفات وبحسب تغير الأحوال". شرطه الوحيد هو عدم المس بالثوابت الدينية، وهو يلح على الاجتهاد في الفكر السامي في كل مناسبة، يقول في كتابه خطب ومحاضرات: "لا يتوهمن أحد أن الدين يزهدنا في كل ما عند غيرنا لأنه نهانا عن التشبيه بهم، كلا ثم كلا"

-         ثانيا: الدعوة إلى إصلاح التعليم في إطار عربي إسلامي وبمنهج عصري ، لذلك أكد على ضرورة إصلاح مناهج التدريس ، والأخذ بالعلوم الحديثة ، وتشجيع تعلم اللغات والعناية بالترجمة.

-         ثالثا: الدفاع عن ضرورة الاهتمام بالمرأة ، وتعليمها ، والعناية بالاقتصاد .

-         استنتاجات:

-         1: جمع الحجوي بين الممارسة السياسية والتنظير الفكري، وهي حالة قليلة الأشباه في تاريخ الفكر السياسي المغربي؛

-         2. اقتضت الممارسة السياسية من الحجوي  تحديد اختيارات معينة، جعلت الموقف منه متباينا؛

-         3. خضع تصنيف فكره السياسي لتقييمات مختلفة، تتراواح بين السلفية المعتدلة، والليبرالية التبسيطية. وفي الحالتين معا يوصف هذا الفكر بكونه استعاريا؛ أي إنه لم يبدع المفاهيم بقدر ما استوردبعضها من السلفية المشرقية، أو من الفكر الغربي:

-          موقف عبدالله العروي من فكر الحجوي: يصفه بالليبرالي المعتدل؛

-         موقف سعيد بن سعيد العلوي: يصفه بلسلفي المتنور، والليبرالي المتمسك بالفكر السلفي.

-          

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire