samedi 9 février 2013

علال الفاسي


علال الفاسي

أولا:طبيعة فكر علال الفاسي

-         فكر مركب لأنه كتب في مجالات متعددة( في المجال السياسي- في المجال التاريخي- في المجال الإبداعي- في المجال الديني....)؛

-         المزاوجة بين الممارسة السياسية والتنظير الفكري

ثانيا: الإشكالات المطروحة

   كيف نصنف فكر علال الفاسي؟ ما معايير التصنيف؟ ما نسبة التجديد في فكره السياسي؟ أي علاقة تربط تنظيره بتنظيرات سلفيي المشرق؟

ما علاقة فكره بالتنظيرات الغربية؟ إلى أي حد يمكن الحديث عن خصوصية في فكره السياسي؟

ثالثا: خلفيات أساسية لاستيعاب فكر علال الفاسي

-         ضرورة استحضار تاريخ الفكر السلفي بالمشرق العربي بهدف فهم الكثير من مواقف علال الفاسي؛

-         ضرورة استحضار نماذج الفكر السلفي المغربي في صورته الوطنية من خلال أسماء مثل أبي شعيب الدكالي( 1878- 1937 )، و الشيخ محمد بن العربي العلوي ( 1880- 1964 )....

-         تأثير مثل هذين المفكرين على علال الفاسي سيبرز من خلال الربط بين الدعوة إلى الإصلاح الاجتماعي والديني، والعمل السياسي الوطني.

-         تنظيرات علال الفاسي لم تكن نتيجة تأمل فكري فقط، بل نتيجة لممارساته السياسية أيضا ، والتي تمثلت في حضوره البارز في مختلف المحطات السياسية التي عرفها المغرب خلال فترة الحماية، أو خلال مرحلة الاستقلال إلى حدود سنة 1974 تاريخ وفاته. فقد ساهم في تشكيل كتلة العمل الوطني ، وقيادة حزب الاستقلال..مع ما يعنيه ذلك من تحديد لمرجعية هذا الحزب بشكل طبع مساره العام.

-         ثقافته المزدوجة التي سمحت له بامتلاك المعرفة الفقهية، والاطلاع على أدبيات الفكر الأوروبي.

رابعا: بعض مكونات فكره السياسي

-         تشعب فكر علال الفاسي يدفع بالضرورة إلى تحديد مجال دراسته، وذلك  باختيار محاور عامة من هذا الفكر، حيث سنركز على تصوره لنظام الحكم، ومفهوم الحريات:

-         1. نظام الحكم

-         يقول د بوبكر شقير في كتابه الفكر السياسي المغربي بين الاتجاهات السلفية والليبرالية ( فالملكية تحتل..مركزا جوهريا في الفكر الدستوري عند علال الفاسي، فالملك بالنظر إلى سلطنه الرمزية ووظيفته الدينية وموقعه السياسي والاجتماعي ومكانته التاريخية يحتل موقع الفاعل السياسي والاجتماعي الذي يملك القدرة لكي يسود ويحكم ) ص 30

  اعتمادا على هذا التصورفإن كتابات علال الفاسي، ومواقفه من الملابسات التي أحاطت بوضع الدستور تحكمت فيها نظرة سياسية قائمة على إعطاء الملكية الأولوية داخل النظام الدستوري.

2. نظرته للحريات العامة

دافع علال الفاسي في كتاباته المختلفة عن مفهوم الحرية حيث ركز على:

حرية الفكر؛

حرية الوطن؛

حرية الفرد.

 يؤكد علال الفاسي، شأنه شأن منظري الفكر السلفي المعتدل ، على أهمية الفكر،وقدرته على التغيير. ومعنى ذلك أنه يمنحه الأولوية ويجعله معيارا للإصلاح، ويشدد على أن الفكر المقصود ليس تفكير الشارع ، بل فكر الطبقة المتنورة الذي يستطيع النفاذ لأعماق القضايا. وكي يحقق الفكر هذه الوظيفة ينبغي أن يكون حرا . يقول ( إن الفكر حر لايستطيع أحد أن يقيده). ومفهوم الحرية بهذا المعنى يجريه علال الفاسي على الوطن أيضا ضمن ما يسميه الحرية الوطنية التي تعني استقلال الوطن عن كل سيطرة أجنبية وتحرره من كل تحكم أجنبي، ويصف هذا الحق بالحق الطبيعي الذي تضمنه القوانين والمحاكم الدولية.

 هذا التصور للحرية يجعل علال الفاسي مفكرا منفتحا على الثقافة القانونية وفق ما صاغته المواثيق العالمية، وهذا يعني أن تصنيفه ضمن مفكري السلفية فقط، سيبخسه قيمته، فقد سمح له انفتاحه على الثقافة الغربية بتطوير أفكاره، وتكييفها وفق ما تتطلبه الإشكالات المطروحة في المغرب. ولعل ما يؤكد أنه لم يكن يكرر الأفكار ، بقدر ما يفعل فيها كي لاتتناقض مع اقتناعاته المرجعية هو حديثه عن الحرية الفردية حيث يؤكد أن هذه الحرية ليست حرية مطلقة أو غير مسؤولة، فالدولة من حقها ، في نظره، أن تتدخل لحماية المجتمع والمصلحة العامة، وكذلك العائلة والأسرة . وهذا ما يبين أن علال الفاسي لم يكن ذلك الليبرالي المطلق، بقدر ما كان مفكرا سلفيا ينفتح على الفكر الليبرالي ضمن ما تسمح به تلك الخصوصيات التي يعتبرها مشكلة لهوية المجتمع.

 

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire